يوم الكارثة

 

بخلاف ما يكون عليه الموسم في منطقة الخليج عادة، كان طقس يوم السابع من أبريل من العام 1961 عاصفاً عندما رست "دارا" في دبي قادمة من البحرين لإنزال وتحميل الركاب والبضائع. وكما جرت العادة كانت قوارب المحركات العاملة محلياً تقوم بخدمة نقل الحمولة والبريد والمسافرين من وإلى الشاطئ من منطقة رسوها التي تبعد ميلاً وربع ميل إلى الشمال الغربي من دبي. وكما العادة، قام عملاء شركة بي آي وشركة غراي ماكينزي ومسؤولو الجمارك والباعة المتجولون والزوار بمرافقة المسافرين المغادرين. كان الجميع يتطلع للبقاء على متن السفينة لفترة وجيزة قبل أن تبحر. ومن دبي انضم نحو 25 مسافراً إلى الأجنحة و151 إلى سطح السفينة، ومن بين هؤلاء عائلة قامت بتصوير رحلة صعودها على متن "دارا"، لتكون تلك الصور آخر الوثائق عن السفينة قبل الكارثة.

ازدادت سرعة الريح لتصل إلى 35 عقدة، ثم عصفت بسرعة 43 عقدة، ما تسبب في هيجان البحر وكسر مرساة سفينة الشحن البنمية زيوس فجنحت صوب "دارا". لم يكن هناك متسع من الوقت لتفادي الصدمتين  اللتين تعرضت  لهما "دارا" وتسببتا بأضرار طفيفة في مقدمتها، و كما طال الضرر قارب النجاة الثاني على الجانب الأيسر.

تم الإبلاغ عن الحادث عبر برقية في الساعة الخامسة، وبعد وقت قصير، أمر قائد السفينة "دارا" القبطان اليسون، بالتحرك الفوري بعيداً عن الشاطئ لتفادي العاصفة في مياه أكثر عمقاً. ولم يكن هناك متسع من الوقت لتنزيل زوار السفينة الـ 74 فأبحرت وعلى متنها نحو 819 راكباً.

في غضون ساعات قليلة بلغت قوة العاصفة المستوى الثامن، وأبلغ القبطان عن وجود إعصار وعبر عن خشيته من تحطم نوافذ غرفة القيادة. وسجل مكتب الأرصاد الجوية التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في الشارقة، القريبة من دبي، وصول سرعة الرياح إلى 63 ميلاً في الساعة.

وبحلول الساعة 4:25 صباحاً هدأت العاصفة، ما دفع بالقبطان إلى إصدار أوامره بالعودة إلى دبي وإبطاء سرعة المحرك الرئيسي.

 Back Next 
يوم الكارثة